سبب ارتفاع حرارة الركبة

تلين الغضروف ، ويشار له فنياً بالاسم العلمي chondromalacia patellae أو داغصة التلين الغضروفي ، هي السبب الأكثر شيوعاً لآلام الركبة المزمنة . وتدعى هذه الحالة أيضاً المتلازمة الرضفية الفخذية patellofemoral syndrome .ينتج عن تلين الغضروف تحت قلنسوة الركبة ( الداغصة patella ) منطقة تهافت وألم صغيرة حول الركبة، حيث تحتك قلنسوة الركبة بعظم الفخذ Femur عندما تتحرك الركبة بدلاً من الانزلاق الناعم . ويمكن أن تتراوح الإصابة بين اللطيفة والتآكل الكامل للغضروف .يحصل تلين الغضروف بشكل شائع عند الإناث . وخصوصاً بين العاشرة والعشرين لأن غضروف الركبة يكون معرضاً عندهن لضغط زائد ومتفاوت
بسبب التغيرات البنيوية التي ترافق النمو السريع . تشمل أسباب آلام الركبة الضرر والتحلل الغضروفي والتهاب المفاصل والإصابات ونادراً أورام العظام .

كيف صممت الركبة ، وما هي وظيفتها ؟

الركبة هي مفصل له ثلاث حجرات . ويتشكل مفصل الركبة الرئيسي من التقاء عظم الفخذ بعظم قصبة الساق أو عظم القصبة الأكبر . لهذا المفصل حجرة وسطى داخلية وحجرة جانبية خارجية . وتنضم قلنسوة الركبة أو الرضفة إلى عظم الفخذ لتشكل حجرة ثالثة تدعى المفصل الرضفي الفخذي patellofemoral joint . وترتبط عظام الركبة بأربطة جانبية رادفة Colatteral ligaments وأربطة متصالبة داخلية Cruciate ligaments. وتؤمن هذه الأربطة الثبات والقوة لمفصل الركبة . ويملأ الفراغ بين المفصلين غضروف مفصلي meniscus بشكل وسادة غضروفية ثخينة تعمل كسطح أملس لتسهيل الحركة ، ويمتص حمولة الجسم فوق الركبة عند الوقوف .تسمح الركبة بحركة الساق ، وهي ضرورية للمشي العادي كونها المفصل الحامل للوزن . تنطوي الركبة عادة بزاوية أقصاها 135 ° وتمتد إلى 0 ° . وتخدم الأجربة المليئة بالسائل Bursae كسطوح انزلاق للأوتار تقلل شدة الاحتكاك بينها عندما تتحرك . ويخدم كل غضروف مفصلي Meniscus في حشو السطح خلال حمل الوزن ، وتوزيع سائل المفصل لتسهيل الانزلاق .يؤثر الضرر على أي من الأربطة ، أو السوائل أو الأوتار المحيطة بمفصل الركبة ، كما يؤثر على الغضاريف المفصلية والعظام المشكلة للمفصل . إن تعقيد تصميم مفصل الركبة وحقيقة كونه حاملاً للوزن هي عوامل في جعل الركبة واحدة من أكثر المفاصل تعرضاً للضرر.

أنواع الأضرار التي تصيب الركبة :

1- ضرر الأربطة :

يسبب الرض الضرر للأربطة على الجزء الداخلي من الركبة ( الرباط الجانبي الرافد الأوسط Medial collateral ligament )، أو الجزء الخارجي منه (Lateral collateral ligament ) أو ضمن الركبة ( الأربطة المتصالبة Cruciate ligaments ) . يتم ملاحظة الأذى على تلك المناطق بشكل ألم فوري ، لكن يصعب أحياناً تحديد موضعه . يتم الإحساس بالضرر على الرباط الجانبي الرافد على الأجزاء الداخلية أو الخارجية للركبة ، مترافقاً مع ألم محلي فوق منطقة الرباط المصاب . ويتم الإحساس بالضرر على الأربطة المتصالبة في العمق داخل الركبة ، وتلحظ أحياناً من إحساس بالطقطقة مع الرض الابتدائي . يكون الضرر في الرباط عادة مؤلماً عند الراحة ، ويمكن أن يحصل تورم أو سخونة . ويزداد الألم سوءاً بثني الركبة، أو وضع وزن على الركبة أو المشي . تختلف شدة الضرر ما بين الخفيف ( كالتمدد أو التمزق الصغير في ألياف الأربطة ، مثل التواء المفصل Sprain منخفض الدرجة ) والشديد ( التمزق الكلي لألياف الأربطة ) . ويمكن أن تتضرر أكثر من منطقة عند المرضى في حادث ارتضاض وحيد .تعالج الأضرار في الأربطة في البدء بكمادات ثلج أو بتجميد الحركة ، مع الراحة ورفع الركبة . ويطلب بشكل عام تجنب حمل ثقل على المفصل المتضرر ، كما يمكن أن يطلب استخدام العكازات عند المشي. وتوضع ركب بعض المرضى في جبائر أو على حمالات لتجميد المفصل ، وهو ما يساعد على تخفيف الألم وتسريع الشفاء . ويمكن أن تكون الجراحة المنظارية Arthroscopic أو الجراحة المفتوحة ضرورية لإصلاح الأضرار الشديدة . وقد تتضمن عملية الإصلاح الجراحية للأربطة خياطة للتمزقات فقط ، أو لحامها أو إصلاحاً باللحام الاصطناعي .

2- تمزقات الغضروف المفصلي :

يمكن أن يتمزق الغضروف المفصلي بواسطة قوى القص الدورانية التي تطبق على الركبة خلال الحركات السريعة والحادة ، ويحصل ذلك بشكل خاص في الرياضات التي تتطلب حركات جسم تفاعلية . يزداد تواتر حدوث التمزقات مع تقدم العمر وتحلل الغضروف التحتي . يحصل أكثر من تمزق أحياناً في الغضروف المفصلي الواحد . يحس المريض بهجوم سريع لإحساس مفاجئ بالألم عند قيامه ببعض النشاط أو بحركات في الركبة . ويمكن من حين لآخر أن يرافق التمزقات تورم وارتفاع في حرارة الركبة ، يترافق غالباً مع قفل أو إحساس بعدم الثبات في مفصل الركبة .يقوم الطبيب ببعض المناورات عند فحص الركبة تساعد في التعرف على وجود التمزق في الغضروف المفصلي . وتستعمل الأشعة السينية ، مع أنها لا تكشف تمزق الغضروف المفصلي ، لاستبعاد وجود مشاكل أخرى . ويشخص تمزق الغضروف المفصلي بواحدة من ثلاثة طرق : تنظير المفصل Arthroscopy ، أو تصوير المفصل Arthrography ، أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI . وتنظير المفصل تقنية جراحية يدخل فيها آلة تصوير فيديو ذات قطر صغير خلال شقوق صغيرة جداً على جوانب الركبة بهدف فحص ومعالجة مشاكل مفصل الركبة الداخلية . يمكن أن تستعمل أجهزة صغيرة جداً خلال تنظير المفصل لمعالجة الغضروف المفصلي الممزق .إن تصوير المفصل هو تقنية طب إشعاعي يتم فيها حقن سائل التباين مباشرة في مفصل الركبة ، فتصبح البنى الداخلية لمفصل الركبة مرئية في صور الأشعة السنية . يعتبر المسح بالتصوير بالرنين المغناطيسي تقنية طب إشعاعي أخرى يتم فيها اندماج المجالات المغناطيسية لإعطاء صور ثنائية أو ثلاثية الأبعاد للبنى الداخلية للجسم على شاشة كومبيوتر تعطي معلومات دقيقة حول البنى الداخلية للركبة وتسمح برؤية تمزقات غضروف المفصل وخاصة عندما يخطط لتدخل جراحي . وتحل عمليات المسح بالتصوير بالرنين المغناطيسي على نطاق واسع محل تصوير المفصل في تشخيص تمزقات غضروف المفصل في الركبة. يتم إصلاح تمزقات غضروف المفصل بشكل عام عن طريق تنظير المفصل .

3- التهاب الأوتار :

يحصل التهاب أوتار الركبة في مقدمة الركبة تحت القلنسوة عند الوتر الرضفي ( التهاب الوتر الرضفي ) أو خلف الركبة عند الوتر المأيضي ( التهاب الوتر المأيضي ) . إن التهاب الأوتار هو التهاب (ارتفاع حرارة ) ينتج عادة عن حادث شد مثل القفز ، لذلك يسمى أحياناً التهاب " ركبة القافز " . يشخص التهاب الأوتار بالاعتماد على وجود ألم وضعف يحدد موضعه عند الوتر . ويعالج الالتهاب بالضمادات الثلجية إلى جانب تثبيت الركبة بواسطة لفافة عند الحاجة ، والراحة ، والأدوية المضادة للالتهاب . تعيد التمارين أهلية الأنسجة في منطقة الوتر وحولها تدريجياً . ويجب بشكل عام تجنب حقن الكورتيزون في حالة التهاب الوتر الرضفي بسبب وجود تقارير حول خطر انقطاع الوتر نتيجة استعمال الستيروئيدات القشرية في هذه المنطقة ، علماً أنه يمكن إعطاؤها في حالات التهاب الأوتار في مناطق أخرى. ويمكن في الحالات الشديدة أن تكون الجراحة مطلوبة . يمكن أن يحصل انقطاع للوتر تحت أو فوق فلنسوة الركبة . وقد يؤدي ذلك إلى نزيف داخل مفصل الركبة . يحصل ألم شديد جداً لدى أي حركة للركبة في هذه الحالة . ويتطلب الأمر معالجة جراحية للوتر المقطوع غالباً .

4- الكسور :

عندما تحصل رضوض ركبة شديدة ، مثل حوادث السيارات ورضوض الصدمات ، يمكن أن تحصل كسور في أي من عظام الركبة الثلاثة . يمكن أن تكون كسور العظام داخل مفصل الركبة خطرة ، وقد تتطلب معالجة جراحية ، وكذلك التثبيت بقالب أو بدعائم أخرى .

ما هي الأمراض والظروف التي يمكن أن تسبب آلام الركبة ، وكيف تعالج ؟

يمكن أن تحصل الآلام في الركبة من أمراض أو ظروف تصيب مفصل الركبة ، أو النسج اللينة أو العظام المحيطة بالركبة ، أو الأعصاب التي تؤمن الإحساس لمنطقة الركبة . وفي الحقيقة يعتبر مفصل الركبة أكثر المفاصل تعرضاً للأمراض المفصلية ، وهي أمراض مناعية تؤثر على الأنسجة المختلفة في الجسم بما فيها المفاصل مسببة التهاب هذه المفاصل .

- التهاب المفاصل هو التهاب ضمن مفصل . وتتراوح أسباب التهاب مفصل الركبة بين الأسباب غير الالتهابية مثل الفصال العظمي وهو تحلل غضروف الركبة ( الذي يصيب الكبار ) إلى الأسباب الالتهابية ( مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي أو النقرس ) . ويوجه علاج التهاب المفاصل تبعاً لطبيعة النوع الخاص لالتهاب المفاصل .يمكن أن يؤدي تورم مفصل الركبة بسبب التهاب المفاصل إلى تجميع موضعي لسائل يتراكم في جيب خلف الركبة ، يشار له باسم كيسة بيكر Baker cyst تكون سبباً شائعاً للألم في منطقة خلف الركبة .

- إن إصابات العظام أو المفاصل هي من الأسباب الجدية لآلام الركبة ، تترافق مع علامات إصابة تشمل الحمى والحرارة العالية وسخونة منطقة المفصل وارتجاف الجسم ، ويمكن أن تترافق مع جروح ثقبية في المنطقة المحيطة بالركبة .

- يمكن للرباط الجانبي الرافد في داخل مفصل الركبة أن يتكلس ، ويشار إلى ذلك بمتلازمة بيلاغريني – ستيدا Pellegrini – Stieda . ويمكن أن تلتهب الركبة في هذه الحالة ، وتعالج عندئذ بحذر بواسطة كمامات الثلج والتثبيت والراحة . وتتطلب في حالات قليلة الحقن المحلي بالكورتيزونات القشرية .

- تلين الغضروف : هو تلين للغضروف تحت قبعة الركبة ( القلنسوة ) , وهو سبب شائع لآلام الركبة الشديدة والتيبس عند النساء الشابات ، ويمكن أن يترافق مع ألم وتيبس بعد الجلوس الطويل وتسلق السلالم والتلال . وفي حين تفيد الأدوية المضادة للالتهاب وضمادات الثلج والراحة ، فإن الراحة طويلة الأمد تتم بتمارين مقوية للعضلات رباعية الرؤوس في مقدمة الفخذ.

- التهاب أجربة الركبة : يحصل بشكل شائع في داخل الركبة ( التهاب الأجربة الأوزي ) وفي مقدمة قبعة الركبة ( التهاب الأجربة الرضفية ، أو " ركب الخادمات " ) . ويعالج التهاب الأجربة بشكل عام بكمادات الثلج والتثبيت والأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفن Ibuprofen أو الأسبرين ، ويمكن أن يتطلب حقناً محلية من الكورتيزونات القشرية ( علاج الكورتيزون ) إضافة إلى العلاج بالتمارين لتطوير الجهاز العضلي في مقدمة الفخذ .

من شهادات مرضى :

1- أصبت بألم في ركبتي اليمنى ، عرفت أنه يأتي من الجهة الخارجية اليمنى من الركبة ، بسبب ثني الركبة لمدة طويلة أثاء العمل . اشتريت حوض استحمام ساخن واستخدمته أمس عندما كنت أتألم بشدة، وقد أزال هذا معظم الألم . وكنت اشتريته لعلاج وجع الظهر لكنني وجدت أنه يمكن استخدامه لأغراض أخرى مثل ألم الركبة . أظن أنه يجب علي أن أرى طبيباً ، لكنك تعرفهم . إنهم يحبون أن يجروا جراحة من من أجل أي شيء ، وهذا ما لا أريده . إن الراحة مع إيبوبروفن وحوض الحمام الساخن يساعدني .

2- الخيار الوحيد المتاح أمامي هو الجراحة لمعالجة الغضروف ، ولكن لا يوجد ضمانات بأن ينهي ذلك الألم بشكل كامل . يؤثر سيليكوسكيب ببطء على الألم في مدة أربعة أيام أو أكثر . ويساعد ايبوبروفن الأسبرين في التهاب المفاصل .3- أجريت عمليتين جراحيتين في الركبة منذ عامين ، بواسطة طبيبين مختلفين . وكانت ركبتي اليسرى تشكل مشكلة منذ ذلك الوقت . أصبحت في حالة أسوأ واستخدمت أقراص الأدوية موقفة العمل . وفي الليل لم أعد أعرف أين أضع ساقي من شدة الألم . وأدت زيارة لطبيب الركبة إلى التخطيط لعملية استبدال الركبة . لكن صديقاً للعائلة أقترح علي أن أتناول مثله الغلوكوزامين . تناولت 3 أقراص يومياً لمدة أربعة أيام فذهب الألم بشكل كامل . أذهب الآن للتبضع وإلى الحديقة وأقص المرج . ذهبت إلى طبيبنا العام وفحص مشيتي وغير ذلك وقال إذا كان الدواء فعالاً فاستمري في استخدامه . أجريت مكالمة مع جراحي وألغيت العملية . أنا أدعو شكراً لصديقنا الذي أنقذني من العملية .

4- أحسست فجأة بألم يتطور في ركبتي اليسرى في داخل قبعة الركبة ( القلنسوة ) . وقد بدأ بتيبس ثم تطور إلى ألم شديد . آمل أن يزول خلال أيام قٌليلة ، لكنه ما زال ملازماً لي . وفي غضون ذلك أقلعت عن الأنشطة الفيزيائية مثل اليوغا والمشي .