hits counter
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعم شباب الآن: لدينا 8245 موضوع ، و 2004 عضو ، آخر عضو مسجل : عبدو فمرحباُ به.



يوم في حياة عتقي
moath_sama
moath_sama
اداري سـابق
 
المشاركات : 1312
القسم المفضل : لم يحدد
سجل في : 14/02/2009
النقاط : 2
موضوع: يوم في حياة عتقي



مقدمة : رجل عتقي يعني رجل كبير السن والشيء العتيق هو القديم 0
أذن المؤذن لصلاة الفجر فقام من مرقده يجاهد نفسه وتوضأ وخرج من بيته يجر خطاه قد توكأ على عصاه متجها إلى المسجد قد أحنى الدهر ظهره فهو في سيره إلى الأرض أقرب وكأنه يبحث في الثرى عن عمره الماضي وشبابه الذي ولى بلا عودة ، ومرّ في طريقه على مجموعة من الشباب يمصمصون ما تبقى من ليلتهم وعندما رأوه قادما قال أحدهم : أوه ! جاءكم الشايب ، يالله استعدوا للنصائح فقال آخر : تدرون جمّدوه لا تردوا عليه كأنكم ما سمعتم ، واقترب منهم ودق بعصاه الأرض ليلفت انتباههم وقال : ما سمعتوا المؤذن ؟ يا أولادي قوموا الله يبارك فيكم ، قوموا صلوا ، فلم يجب أحد منهم فاقترب أكثر وهو يردد : الله يبو فلان ، الظاهر أن صوتك قد تهالك والشباب ما سمعوك ، ولما اقترب تحامل على نفسه واستنجد بما بقي لديه من نشاط وصاح فيهم : الم تسمعون ؟ الصلاة الله يبارك فيكم ، فابتدر له أحدهم قائلا : ابشر يا والد ، نلحقك إذا قامت الصلاة فقال : والله يا أولادي يوم كنا في سنكم وأصغر كان الواحد منا يذهب برفقة أبيه إلى المسجد ما يتأخر واحد فقال له أحدهم : يا والد ، زمانكم راح وتغيرت الأمور اللي تخبرها ، أنت ما زلت على النظام القديم ، تطورت الحياة والزمن تغير ، الآن زين اللي يجي الواحد مع الركعة الثانية أو الثالثة 0
تركهم ومضى إلى المسجد وهو يردد : يقولون تغير الزمان ! لا والله الزمان ما تغير لكن هم اللي تغيروا 0
في صلاة المغرب كان شايبنا في المسجد وأثناء الصلاة كان هناك ركض وجري في المسجد وأصوات أطفال يلعبون وكأنهم في متنزه فلما انقضت الصلاة قام شايبنا ووجه كلامه إلى المصلين : يا جماعة الخير ، مايصير هذا ، أولادكم يلعبون في المسجد أثناء الصلاة ، تروا هذا يشوش على المصلين ويحرمهم من الخشوع وقبل أن يسترسل في كلمته جاء إليه أحد الحاضرين واقترب منه وهمس في أذنه احتراما لسنه وقال له : نحن نريد أن نعودهم على المساجد ، بطريقتك يا والد أنت تنفرهم ، زمان الخصام والهوشة راح والآن تغير الزمن ، أعطهم شيء من الحرية فقال الشايب وقد بدأ يفقد توازنه :
يعني نخليهم يلعبون ويضحكون ونحن في الصلاة وما نقول لهم شيء ! هذي هي تربيتكم ؟ لا والله حاشا لم يتغير الزمن لكن انتم اللي تغيرتم ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان0

عاد إلى البيت ونادى إبنته : وين أخوك نبيه يروح يجيب لنا عشا فقالت له : طلع مع أخوياه فقال : ومن هم أخوياه ؟ ووين طلعوا ؟ ، وبعدين أنا كم مرة فهمته قبل لا يطلع يقول لي ، أنا ما أمنعه من الطلوع لكن لازم أعرف وين راح ومع من ويمكن أكون محتاج شيء يقضيه لي ومع السلامة والا أنا غلطان فقالت له أبنته : حشاك يايبه من الغلط لكن انت تعرف الشباب في هالايام ، ماهم مثل زمانكم فقال حتى أنت بعد ! على كل حال أبي اوصل الكفتريا اللي قرب البيت أشتري ساندوتش ، السكر أحس انه انخفض ، تبون شيء فقالت له ابنته سلامتك يايبه 0
وصل الشايب العتقي الكفتريا وإذا بشاب قد أوقف سيارته بجانب الكفتريا وقد ترك الباب مفتوحا وصوت الأغنية من المسجل يكاد أن يسمع الحي بأكمله فجاء إليه الشايب وقال : أنت ليش ما تقصر صوت المسجل ؟ تبي تسمع الناس ، يا وليدي الناس اللي حولك فيهم المريض وفيهم من لديه مشكلة في الأذن ، لازم تراعي الناس ، فنظر الشاب إلى الشايب وقال : ياعم كل الشباب يسوا كذا وانا واحد منهم ، ما عاد الناس زي زمان 0
رجع الشايب إلى منزله وبعد أن أدى صلاة العشاء رمى بجسمه النحيل على سريره الذي ألف كل منهما الآخر وأغمض عينيه وهو يتمتم : هل الزمن تغير ؟ هل تربيتنا صح أم خطأ ؟ هل الشباب على حق ؟ ترى لو كان أبي على قيد الحياة كيف ستكون ردّة فعله ؟ وفي ظل تلك التساؤلات أسلم عينيه لنوم أبدي لم يفق منه وترك حياة وزمن الشباب للشباب وكأنه قد آثر أن ينتقل إلى من سبقوه من الآباء والأجداد 0

التعليقات
لا يوجد حالياً أي تعليق

تفضّل شارك بتعليقك


دعم شباب  :: المنتديات العامة :: القسم العام :: القصص والروايات-