في البداية
لا تسألني ماذا اكتب : حقا انا لا اعلم
ولا ماذا يراودني فذهني مشوش
فقط سأكتب وما تبقى لا يهمني ...!
الصورة لا تبدو واضحة ابدا واحرفي متشتتة هنا وهناك
لا أكاد انطق حرفا ولا اجمع شمل كلمة
لا شيء في رحم ابجديتي يتأهب للخروج
او ان الشهر التاسع بعد المئة لم يحن !
كم احتاج لعابر او عذرا لمقهى عابرين
اقيم به فترة من الزمن فوق ألف وألف !
اسرد به معلقات من الشوق واخرى من الألم
وانام على جريدة " قبل الأمس " واصحو على سلام عابر
واطلب منه الوقت والتاريخ ولعلي طلبت ان يثبت لي بان الصبح أتى !
فلم اخفيكم علما الصورة مشوشة !
وأُضيّفهم القهوة كما يحبونها واشرب اخر فنجان بارد
كعادتي مع القهوة او كعادتها معي ولا ابالي
اتنقل لهم بين قصصي وانت وانت
واكرر لهم سؤالي هل اشباهك اربعون فقط !
وماذا عن الارض ، والسماء ، وعيناي ، والمطر !
عن الهواء ، والندى ، والعطر
وعن اشباهك الاربعون بعد العالم وبعدي
وارسم لهم خريطة
هو اين ، يسألون
ليس على الخارطة .. اجيب
ولما رسمتي الخارطة .. يسألون
.. لعلكم تحتاجونها فلا مكان بلا خارطة
اضحكتني نظراتهم حتى بدأت بالسعال فترة
ثم همست ذاك المكان الذي لم اجده لم يكن على الخارطة حتما
وتلك الخارطة لم تبقي اي مكان ابدا .. لذا هي ليست خارطتي وليس عالمي
سأبحث في جيوب العابرين عن خارطة اخرى لعالم اخر
وسأرتب اوراقي منذ عهده الى يومي وسأتركها
مع جريدتي ذات التاريخ المجهول بالنسبة لي
وفنجان قهوتي المختلط بالغبار ولربما بالذباب فانا لا اعلم مدى اقامته على طاولتي
وان اتى هنا عابرا فاخبروه اني في العالم الاخر ابحث عنه
واعطوه ذات الخريطة واعيدوا عليه ذات الكلام
واتركوه لعله يصل لذات العالم الذي وصلت !ّ
صمت ..
فنجان قهوة بين يدي .. اتجرعه ك النبيذ تماما
اتلذذ جدا به وان كان باردا
كما اتلذذ وانا ارى بأعينهم الف سؤال بعد ألف !
ادخلهم في متاهتي حتى لا يكادون يفقهون حديثي
واخرجهم في ذروة فضولهم حتى لا يكادون يطيقون صوتي
واساعدهم في حمل حقائبهم بأدب حتى اغفو على جريدتي لعلها تكن جريدة " الغد " !
ولعلي اجد طريقي لعالمي الآخر ..
ولعله يلحق بي قبل سفري الأزلي ....!
