hits counter
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعم شباب الآن: لدينا 8245 موضوع ، و 2004 عضو ، آخر عضو مسجل : عبدو فمرحباُ به.



شكراً لك.. سيدتي ..
avatar
ابن فلسطين
عضو مطرود
 
المشاركات : 1171
القسم المفضل : القسم الاسلامي
سجل في : 04/03/2012
النقاط : 17
موضوع: شكراً لك.. سيدتي ..




كان هناك امرأة كبيرة الحجم، تحمل حقيبة كبيرة تحتوي على كل شيء، ولا ينقصها إلا مطرقة ومسامير. وكان للحقيبة حزام طويل، تضعه على كتفها لتحملها. وفي ذلك اليوم كانت الساعة الحادية عشرة ليلا عندما ركض فتى صغير من خلف هذه السيدة محاولا سرقة حقيبتها، بينما كانت تسير وحيدة في الشارع. فانقطع الحزام، والتقط الفتى الحقيبة ولكن وزنها جعله يفقد توازنه. فبدلا من أمله في الانطلاق هاربا من السيدة، فقد سقط على ظهره مرتطما بالرصيف. وببساطة استدارت السيدة نحوه وركلته على بنطاله الأزرق، ثم سحبته من مقدمة قميصه، وهزته حتى تضاربت أسنانه.

قالت المرأة: "اجلب محفظتي يا فتى وضعها هنا" وبينما لا زالت تحمله سمحت له بالانحناء لجلب المحفظة، ثم قالت: "ألست خجلا من نفسك؟" وهي تشد قبضتها على مقدمة قميصه، فرد الفتى: "نعم سيدتي". ثم سألته: "ماذا كنت تريد أن تفعل بحقيبتي؟"، فقال: "لم أكن أنوي أخذها"، فقالت: "يا لك من كاذب!!".

في هذا الوقت مر شخصان أو ثلاثة في ذلك الشارع، وتوقفوا ليشاهدوا ما يحصل بين المرأة والفتى.

سألت المرأة الفتى: "في حال تحركت من مكاني هل ستهرب؟"، قال: "نعم سيدتي"، فردت: "إذن لن أتحرك من مكاني حتى لاتهرب." فهمس الفتى: "آسف جدا ياسيدتي... أنا آسف".

نظرت إليه وقالت: "أممممم! إن وجهك غير نظيف، أقترح أن أغسله لك، أليس هناك شخص في بيتكم يطلب منك أن تغسل وجهك؟"
فقال: "لا ياسيدتي". فقالت المرأة وهي تعبر الشارع وتسحب الفتى المرعوب خلفها: "إذن هذه الليلة سيكون وجهك نظيفا". نظر إليها بضعف وانكسار حينها قالت: "ستكون ابنا لي، وسأعلمك الفرق بين ماهو صحيح وماهو خاطئ، على الأقل أستطيع أن أقوم بالأمر الصحيح إذا وصلنا للمنزل وأغسل وجهك". ثم أضافت: "هل أنت جائع؟".
رد الفتى وهي تسحبه لتغسل وجهه: "لا يا سيدتي، أريدك فقط أن تتركيني أذهب".
فقالت: "هل ضايقتك عندما مررت بذلك الشارع؟"
رد عليها: "لا ياسيدتي".
فقالت: "ولكنك هاجمتني ولم تفكر بالعواقب، فأنا امرأة قوية ولن تنسى اسمي في حياتك، السيدة لولا جونز".

بدأ العرق يتصبب على جبين الفتى، حيث كان يعاني من قبضتها القوية لقميصه. توقفت المرأة وسحبته ليكون إلى جانبها مكملة سيرها في الشارع. وعندما وصلت نحو عتبة الباب، سحبت الفتى للداخل إلى غرفة في آخر البيت، وفتحت الإنارة لكنها تركت الباب مفتوحا. كان الفتى يسمع أصوات أناس يضحكون ويتكلمون داخل هذا البيت الكبير، بينما لازالت المرأة ممسكة بقميصه في وسط الغرفة. فسألته: "ما اسمك؟"
قال: "روجر"
ردت عليه: "إذن ياروجر اذهب إلى المغسلة واغسل وجهك" بعدما أطلقته أخيرا. فنظر روجر للمرأة، ونظر إلى الباب ثم ذهب إلى المغسلة وسألها بينما يغسل وجهه: "هل ستأخذينني للسجن؟"
قالت: "ليس بهذا الوجه، لن آخذك إلى أي مكان، لقد كنت عائدة إلى بيتي لأطبخ طعامي، ففاجأتني محاولا سرقة حقيبتي، ربما لم تكن جائعا مثلي تريد عشاء فالوقت متأخر، أليس كذلك؟؟!"
فقال: "إنني أسكن وحيدا"
فردت: "إذن سنأكل معاً، أعتقد أنك جائع لذلك كنت تريد سرقة مالي".
فقال: "كنت أريد حذاء سويديا أزرق".
فقالت السيدة لولا: "لم تكن مضطرا لسرقة حقيبتي من أجل حذاء سويدي أزرق، كان من الممكن أن تطلب مني بعض المال".
فنظر إليها وصاح مستغربا: "سيدتي!!!" بينما كانت قطرات الماء تتساقط من وجهه. سكت الاثنان لبرهة، ثم أخذ الفتى يجفف وجهه بالمنشفة، وهو يفكر ماذا قد يحدث بعد قليل. فالباب مفتوح، ويمكنه الانطلاق بسرعة والهروب.

جلست السيدة على الأريكة وقالت: "لقد كنت صغيرة في عمرك ورغبت بأشياء عديدة لم أستطع الحصول عليها". لم يرد الفتى، ومرت دقائق صمت في المكان، ولم يشعر الفتى بنفسه وقد ارتسمت معالم العبوس على وجهه.

فقالت المرأة: "أتعتقد بأني سأقول إنني كنت أسرق حقائب الناس!!". وأكملت تقول: "لا.. لم أفعل ذلك! لكني بالتأكيد قمت بأمور خاطئة، وأسأل الله أن يغفرها لي". ثم أدارت وجهها وقالت: "والآن اجلس يا فتى حتى أعد شيئا نأكله، ويمكنك أن تستخدم ذلك المشط لتسرح شعرك؛ ليبدو شكلك مرتبا".

ولم تكن المرأة تراقب الفتى حتى لا يهرب، كما أنها تركت حقيبتها ومحفظتها على الأريكة. لكن الفتى جلس على الكرسي في زاوية الغرفة، حيث تتمكن السيدة لولا من رؤيته، بينما تقوم بتجهيز الطعام، رغم أنه لم يكن يثق بها لكنه يريدها أن تثق وتحسن الظن به.

فسألها: "هل تريدين شيئا من السوق... ربما بعض الحليب أو شيئا آخر؟".
فردت: "نعم إلا إذا كنت تريد الحليب المحلى هذا، أما أنا فأقوم بعمل مشروب الكاكاو من هذا الحليب المعلب".
فقال: "نعم نعم إنه جيد".

فقامت السيدة لولا بتسخين بعض الفاصوليا البيضاء واللحم، وأعدت مشروب الكاكاو وجهزت الطاولة. ولم تسأل الفتى عن مكان سكنه أو أهله أو أي شيء قد يحرجه، بل كانت تحكي له عن أجناس الناس الشقر والسمر وذوي الشعر الأحمر والأسبان، ثم قطعت له قطعة من كعكتها الصغيرة. وقالت: "تناول المزيد يا ولدي".

وعندما انتهيا من تناول الطعام قالت السيدة لولا: "الآن خذ هذه الدولارات العشرة، واشتري لنفسك حذاء سويديا أزرق، ولا تكرر هذا الأمر أبداً وتسرق حقيبتي أو حقيبة أي شخص آخر. اذهب الآن، فعلي أخذ قسطا من الراحة، وأتمنى أن تحسن سلوكك يا بني من الآن وصاعدا". ومشت معه حتى وصلا إلى باب المنزل، وقالت: "تصبح على خير... وحسن سلوكك يابني".

أراد الفتى أن يقول كلمة تجول في خاطره للسيدة لولا: "شكرا لك.. سيدتي"، لكنه لم يستطع؛ وبينما كان يغادر عتبة الباب وقبل أن تغلق السيدة لولا الباب بالكاد استطاع نطقها: "شكرا لك.. ". وبعد هذا الموقف لم يتقابلا مرة أخرى أبداً.



التعليقات
لا يوجد حالياً أي تعليق

تفضّل شارك بتعليقك


دعم شباب  :: المنتديات العامة :: القسم العام :: القصص والروايات-