hits counter
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعم شباب الآن: لدينا 8245 موضوع ، و 2004 عضو ، آخر عضو مسجل : عبدو فمرحباُ به.



النبي وصلة الرحم
THE QM
THE QM
إدارة الموقع
 
المشاركات : 7659
القسم المفضل : تطوير المواقع
سجل في : 13/06/2008
النقاط : 22
موضوع: النبي وصلة الرحم



وأما حاله e مع أرحامه فقد كان e ناصحاً لهم ..
نزلت الآية عليه :}وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ{ [الشعراء: 214]، فصَعِدَ النَّبِيُّ e
عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي : «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي
عَدِيٍّ» - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ- حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ
إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا ؛ لِيَنْظُرَ مَا
هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ:«أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ
أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ
أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ»؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ
إِلَّا صِدْقًا. قَالَ :«فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ
شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ،
أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ:
}تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب{ [أول سورة المسد] ([1]) .

كان يتجاوز عنهم وعن كل من أساء إليه ..
وقد سبق معنا أثر ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبي أمية بالأبواء ([2]) .
وانظر كيف كان e يعامل بنته فاطمة رضي الله عنها ..
تقول عائشة
رضي الله عنها: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا
وَدَلًّا مِنْ فَاطِمَةَ، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا
فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ
إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ
فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا ([3]) .

ومن يشابه أبه فما ظلم .
ولكن هذه المحبة لم تكن لتحمله على أن يؤثرها بما ليس لها، فعنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ t أنّه دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها، وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ:«مَا يُبْكِيهِمَا»؟ قَالَتْ: الْجُوعُ ([4]) .
وكلنا يعلم
أَنَّ قُرَيْشًا لما أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ
الَّتِي سَرَقَتْ وشفع فيها أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ
e ، قال رسول الله e
كلمته الخالدة :« أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ»؟ ثُمَّ
قَامَ ، فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ :« إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ
قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ،
وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَايْمُ
اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ
يَدَهَا» ([5]) .

وكان e يبكي إذا فقد عزيزاً من أقربائه ..
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دخل النبي e على ابنه إبراهيم وهو يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ e تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ t :وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ :«يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ»، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ e
:«إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا
مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ
لَمَحْزُونُونَ» ([6]).

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ e -وهي أم كلثوم- وَرَسُولُ اللَّهِ e جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، قَالَ : فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ ([7]).
وعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ e
إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ
السَّلَامَ وَيَقُولُ:«إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى
وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ»،
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ
وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ
كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
e
الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ
سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ فَقَالَ :«هَذِهِ رَحْمَةٌ
جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ
مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» ([8]).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ e
قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ :
«اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي،
وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا
الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» ([9]).




[1] / البخاري (4391) ، ومسلم (208) .

[2] / انظر ص ( ) .

[3] / أبو داود (4540) .

[4] / أبو داود (1458).

[5] / البخاري (3216) ، ومسلم (1688) .

[6] / البخاري (1220) ، ومسلم (2315) .

[7] / البخاري (1205) .

[8] / البخاري (1204) ، ومسلم (923) .

[9] / مسلم (976) .


التعليقات
لا يوجد حالياً أي تعليق

تفضّل شارك بتعليقك


دعم شباب  :: المنتديات العامة :: القسم الاسلامي :: نصرة النبي عليه السلام-