hits counter
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعم شباب الآن: لدينا 8245 موضوع ، و 2004 عضو ، آخر عضو مسجل : عبدو فمرحباُ به.



خلق الرسول مع زوجاته
THE QM
THE QM
إدارة الموقع
 
المشاركات : 7659
القسم المفضل : تطوير المواقع
سجل في : 13/06/2008
النقاط : 22
موضوع: خلق الرسول مع زوجاته



[size=21]وأما حال النبي e
مع أزواجه فهذا ما تقف عنده العبارة لنعته على عتبة الحيرة أمداً ، ولئلا
أزجَّ بنفسي في امتحان بلاغة وتعبير أكتفي بسرد النصوص الدالة على حسن
معاشرته لهم ، وكريم أخلاقه معهم .

وكيف لا يكون حاله كذلك وهو القائل في يوم عرفة :
«اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فإنَّكمْ أخَذْتُمُوهنَّ بأمَانِ اللهِ ([1]) ، واسْتَحْلَلْتُم فُرُوْجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ([2])»([3]).
وهو القائل e
: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ،
وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ
تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ،
فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ» ([4]) . ولفظ مسلم :«إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ» . وعن سمرة بن جندب
t قال : قال رسول الله e : «إن المرأةَ خُلِقت مِن ضِلَع، فإنْ أقَمْتَها كسرتَها ، فدارِها تَعِشْ بِها» ([5]).

لقد كان النبي e وفياً لأزواجه ..
فعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ
عَلَى خَدِيجَةَ وَلَقَدْ هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي بِثَلَاثِ
سِنِينَ لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ
عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنَّةِ ،
وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ ثُمَّ يُهْدِيهَا إِلَى خَلَائِلِهَا ([6]) .

وعنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ e مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، وَمَا رَأَيْتُهَا ، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ e
يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا
أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ ، فَرُبَّمَا قُلْتُ
لَهُ : كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ
؟! فَيَقُولُ : «إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ»
([7]) .

وعَنْ مَسْرُوقٍ رحمه الله ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ e
إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ،
فَغِرْتُ يَوْمًا ، فَقُلْتُ : مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ
الشِّدْقِ ! قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا .
قَالَ :«مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا ، قَدْ
آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي
النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ» ([8]) .

ما أعظمَ وفاءَ نبيِّنا e
! لقد كان من الممكن أن يُمِرَّ مقالة عائشة رضي الله عنها، أو يسكت عن
ذلك ، ولكنه آثر الذب عن زوجه الأولى ، وهذا من وفائه صلوات الله وتسليماته
عليه . وأرسل إلى أصدقاء خديجة مرةً من شاة ذبحها ، فأسمعته عائشة –رضي
الله عنهما- ما يغضبه ، فقال :«إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا» ([9]) .

الوفاء .. لا
يعجب الإنسان منه بقدر ما يعجب من لغة حوت معناه بكلمة ، هو رأس النبل ،
وبه تستمد معاني الإنسانية بقاءها ، وحياة بدونه يفضلها انقطاعها ، قلِّب
نظرَك حيث شئت ، فهل تجد من أهله إلا عظيماً كريماً ؟!

وكان e يسأل عن حاجتهن ويتفقد أحوالهنَّ كل يوم ..
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e
إِذَا انْصَرَفَ مِنْ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ ، فَيَدْنُو مِنْ
إِحْدَاهُنَّ من غير مَسِيْسٍ ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ
يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا" ([10]) .

كان رسولنا e يلاعب نساءه ..
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ e
فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ وَلَمْ
أَبْدُنْ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ :« تَقَدَّمُوا » ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ
قَالَ لِي :«تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ » ، فَسَابَقْتُهُ ،
فَسَبَقْتُهُ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ
وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ
لِلنَّاسِ :« تَقَدَّمُوا » ، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ :« تَعَالَيْ
حَتَّى أُسَابِقَكِ » ، فَسَابَقْتُهُ ، فَسَبَقَنِي ، فَجَعَلَ يَضْحَكُ
وَهُوَ يَقُولُ :« هَذِهِ بِتِلْكَ » ([11]) .

وهو القائل
عليه الصلاة والسلام :« إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ
، إِلَّا رَمْيَةَ الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ ،
وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ » ([12]) .

وكان e يمازحهنَّ ..
فلقد تدافع يوماً مع عائشة للخروج من الباب على سبيل الممازحة ([13]) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ e
ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي
رَأْسِي وَأَنَا أَقُولُ : وَا رَأْسَاهْ . قَالَ : «بَلْ أَنَا وَا
رَأْسَاهْ» ، قَالَ:« مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ
وَكَفَّنْتُكِ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ » . قُلْتُ :
لَكَأَنِّي بِكَ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى
بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ . قَالَتْ : فَتَبَسَّمَ
رَسُولُ اللَّهِ
e ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ([14]).

وكان عليه لصلاة والسلام يعين نساءه في عمل البيت ..
سئلت عائشةُ : مَا كَانَ النَّبِيُّ e
يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ :" كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ
-تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى
الصَّلَاةِ ([15]).

وسئلت : مَا كَانَ النَّبِيُّ e
يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ
نَعْلَهُ ، وَكَانَ يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ ([16]).

وكان e يصبر على أذيتهنَّ ..
ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله e ، فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال : فأذن لأبي بكر فدخل ، ثم أقبل عمر فاستأذن ، فأذن له ، فوجد النبي e جالساً حوله نساؤه واجماً ساكتاً ، قال : فقال : لأقولن شيئاً أضحك النبي e ، فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فَوَجأْتُ ([17]) عنقَها . فضحك رسول الله e
وقال : «هنَّ حَولي كما تَرى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ» فقام أبو بكر إلى
عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، فنهاهما رسول الله
e ، كلاهما يقول : تسألن رسول الله e ما ليس عنده ؟ فقلن : والله لا نسأل رسول الله e شيئاً أبداً ليس عنده . ثم اعتزلهن شهراً أو تسعاً وعشرين ، ثم نزلت عليه هذه الآية :}يا أيها النبي قل لأزواجك{ حتى بلغ }للمحسنات منكن أجراً عظيماً{ ، فبدأ بعائشة فقال : « يَا عَائِشَةُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ».
قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسول
الله أستشير أبوي ؟! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأسألك أن لا
تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت . قال :«
لَا
تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا أَخْبَرْتُهَا ؛ إِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا ، وَلَكِنْ بَعَثَنِي
مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» ([18]) .

وتأمل هذه القصة ، مع أنّ النبي e قد تأذى من سؤالهنّ صبر عليهنّ ، وقام أبو بكر وعمر على ليقرع كل واحد منهما بنته فمنعهما رسول الله e ، وتسأله عائشة أن لا يخبر واحدةً منهنّ بما اختارته فيعارضها؛ حرصاً منه على ما ينفعهنّ ..
إني لأسأل
مراراً : كيف لقلب أن يتسع لكل هذه الرحمة ؟! وأيم الله إنّ التأمل في مثل
هذه القصص لَمن أكبر ما يحمل على الرجاء في رحمة الله ، فإذا كان هذا حال
من خلقه الله ، فكيف برحمة الله بعباده ؟!

كان e سهلاً ليناً هيناً معهنَّ ..
لما أرادت عائشة أن تأتي بالعمرة بعد الحج أذن لها النبي e ، قال جابر t : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ e
رَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ ،
فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ
بِعُمْرَةٍ مِنْ التَّنْعِيمِ ([19]).

لم يكن e بالعنيف عليهنّ ..
فعَنْ أَنَسٍ t : أَنَّ النَّبِيَّ e
كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ
الْمُؤْمِنِينَ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ يَدَ الْخَادِمِ ،
فَسَقَطَتْ الْقَصْعَةُ ، فَانْفَلَقَتْ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ
e
فَضَمَّ الْكَسْرَيْنِ وَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ وَيَقُولُ
:«غَارَتْ أُمُّكُمْ، غَارَتْ أُمُّكُمْ» ، وَيَقُولُ لِلْقَوْمِ :«كُلُوا»
. وَحَبَسَ الرَّسُولَ حَتَّى جَاءَتْ الْأُخْرَى بِقَصْعَتِهَا ،
فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ رَسُولُ اللَّهِ
e إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ قَصْعَتُهَا وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةُ لِلَّتِي كَسَرَتْ ([20]).

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :«أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى» . قالت : فَتَقَذَّرْتُهُ ، فَجَعَلَ يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ ([21]).
والشاهد مراعاته لها وعدم تعنيفه إذ لم تطق فعل ذلك .
وما كان e يضرب نساءه ..
فعنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ e شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّه ([22]) .
وقال عليه
الصلاة والسلام :« بِمَ يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ ضَرْبَ الْفَحْلِ
أَوْ الْعَبْدِ ثُمَّ لَعَلَّهُ يُعَانِقُهَا » ([23]) .

لوام رخّص النبي e فِي ضرب النساء أَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ e نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ e :« لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ » ([24]) .
كان e يعدل بينهنّ ..
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ ، وَيَقُولُ :«اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ» ([25]).
وقالت : "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا" ([26]).
ومن عدله أنه كان إذا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا سافر بها([27]).
وكان e يوجِّهُهن ، ويأمرُهن بالمعروف ، وينهاهنّ عن المنكر ..
فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ e
اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً فَقَالَ :«سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَاذَا أُنْزِلَ
اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتْنَةِ ؟ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ ؟ مَنْ
يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ ؟ يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا
عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ» ([28]).

والمراد فتح الدنيا على العباد ، مما يفضي إلى تنافسهم فيها، والمراد بصواحب الحجر نساؤه، وإيقاظهن للصلاة في جوف الليل ([29]) .
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ e
: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا - تَعْنِي قَصِيرَةً - فَقَالَ
:«لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» ([30]).

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها : أَنَّ النَّبِيَّ e
خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي
مَسْجِدِهَا ، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ ،
فَقَالَ :«مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا»؟
قَالَتْ : نَعَمْ . فقال النَّبِيُّ
e
: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ
وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ
اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، عَدَدَ خَلْقِهِ ، وَرِضَا نَفْسِهِ ، وَزِنَةَ
عَرْشِهِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» ([31]).

وكان e يحوطهن ويغار عليهنَّ ..
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ t أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ e وَالنَّبِيُّ e يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى ([32])
، فَقَالَ :«لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهَا فِي
عَيْنِكَ ، إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْأَبْصَارِ» ([33]).

وكان عليه الصلاة والسلام يشاور نساءه ..
لما فرغ من
قضية الكتاب في الحديبية قال لأصحابه :«قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ
احْلِقُوا»، فمَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ. حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ
سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لَا
تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ
حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ
حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ، نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ.
فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ
بَعْضًا
([34]).

وبالجملة فقد كان e أحسن الناس خلقاً في بيته ..
ولم لا يكون
كذلك وهو القائل : «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ
خُلُقًا ، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ» ([35]) .

ومما يجلي ذلك :
أرادت صفية رضي الله عنها مرة أن تركب على ظهر بعيرها ، فوضع رجله على الأرض ، وصعدت صفية على ركبته إلى البعير ([36]) .
وكان ينادي عائشة رضي الله عنها ويقول : «يا عائش» بالترخيم ([37]).
وكان يسرب الجواري إلى عائشة رضي الله عنها لما كانت جارية ليلعبن معها ([38]).
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ e
مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ ،
فَهَبَّتْ رِيحٌ ، فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لُعَبٍ ،
فَقَالَ :«مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ»؟ قَالَتْ : بَنَاتِي . وَرَأَى
بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ :«مَا هَذَا
الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ» ؟ قَالَتْ : فَرَسٌ . قَالَ :«وَمَا هَذَا
الَّذِي عَلَيْهِ» ؟ قَالَتْ : جَنَاحَانِ . قَالَ :«فَرَسٌ لَهُ
جَنَاحَانِ»؟! قَالَتْ : أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا
أَجْنِحَةٌ ؟ قَالَتْ : فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ ([39]).

وعنها قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَتَّكِئُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ([40]).
وتقول كذلك : كان النبي e
يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ
فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَسْأَمُ ، فَاقْدُرُوا
قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ ([41]).

وعَنْ شُرَيْحٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلْتُهَا : هَلْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَهِيَ طَامِثٌ ([42]) ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e يَدْعُونِي فَآكُلُ مَعَهُ وَأَنَا عَارِكٌ (4) ، وَكَانَ يَأْخُذُ الْعَرْقَ ([43])
، فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ فَأَعْتَرِقُ مِنْهُ ثُمَّ أَضَعُهُ ،
فَيَأْخُذُهُ ، فَيَعْتَرِقُ مِنْهُ ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ وَضَعْتُ
فَمِي مِنْ الْعَرْقِ ، وَيَدْعُو بِالشَّرَابِ فَيُقْسِمُ عَلَيَّ فِيهِ
قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ ، فَآخُذُهُ ، فَأَشْرَبُ مِنْهُ ، ثُمَّ
أَضَعُهُ ، فَيَأْخُذُهُ فَيَشْرَبُ مِنْهُ ، وَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ
وَضَعْتُ فَمِي مِنْ الْقَدَحِ ([44]).

تدخل عائشة على زينب رضي الله عنهما وهي غضبى ، وتقول زينب للنبي e : أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَتَيْهَا ([45]) ، فقال النبي e
لعائشة :«دُونَكِ فَانْتَصِرِي» ، قالت : فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى
رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا مَا تَرُدُّ عَلَيَّ
شَيْئًا ([46]) فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ
e يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ ([47]).

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ e يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ ([48]).
وَكَانَ الصحابة قَدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسُولِ اللَّهِ e عَائِشَةَ ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e أَخَّرَهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ e فِي بَيْتِ عَائِشَةَ بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فقلن أزواجه لأم سلمة : كَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ e يُكَلِّمُ النَّاسَ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e
هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهِ إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ مِنْ بُيُوتِ نِسَائِهِ .
فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِمَا قُلْنَ ، فَلَمْ يَقُلْ لَهَا شَيْئًا،
فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا . فَقُلْنَ لَهَا :
فَكَلِّمِيهِ . فَكَلَّمَتْهُ حِينَ دَارَ إِلَيْهَا أَيْضًا ، فَلَمْ
يَقُلْ لَهَا شَيْئًا . فَسَأَلْنَهَا ، فَقَالَتْ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا
. فَقُلْنَ لَهَا : كَلِّمِيهِ حَتَّى يُكَلِّمَكِ . فَدَارَ إِلَيْهَا ،
فَكَلَّمَتْهُ ، فَقَالَ لَهَا :«لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ ؛ فَإِنَّ
الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ »
. فَقَالَتْ : أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
ثُمَّ إِنَّهُنَّ دَعَوْنَ فَاطِمَةَ بنته رضي الله عنها ، لتكلمه
فَكَلَّمَتْهُ ، فَقَالَ :«يَا بُنَيَّةُ ، أَلَا تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ»؟
قَالَتْ : بَلَى . فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ ، فَأَخْبَرَتْهُنَّ ،
فَقُلْنَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ . فَأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ ، فَأَرْسَلْنَ
زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، فَأَتَتْهُ ، فَأَغْلَظَتْ ، وَقَالَتْ : إِنَّ
نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ ابْنِ أَبِي
قُحَافَةَ ، فَرَفَعَتْ صَوْتَهَا حَتَّى تَنَاوَلَتْ عَائِشَةَ وَهِيَ
قَاعِدَةٌ فَسَبَّتْهَا ، حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
e
لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ ، فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ
تَرُدُّ عَلَى زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْهَا ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ
e إِلَى عَائِشَةَ وَقَالَ :« إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ » ([49]).

ودعا e مرةً أبا بكر ، فاستعذره من عائشة ، فبينا هما عنده قالت : إنك لتقول : إنك لنبي ، فقام إليها أبو بكر فضرب خدها، فقال النبي e: «مَهْ يَا أبَا بَكْرٍ ! مَا لِهَذَا دَعَونَاك» ([50]) .
وأستسمح
القارئ الكريم أن أطرح هذا السؤال قبل أن أغادر إلى محور آخر : لو تمثلنا
بهذه الأخلاق في بيوتنا فهل يمكن للمشاكل الزوجية أن تعرف طريقاً إلى
حياتنا؟

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



[1] / ائتمنكم عليهن

[2] / الإيجاب والقبول .

[3] / صحيح مسلم (1218).

[4] / البخاري (3084) ، ومسلم (1468) .

[5] / ابن حبان (9/485) .

[6] / البخاري (3532) ، ومسلم (2435) .

[7] / البخاري (3534) .

[8] / أحمد (23719) .

[9] / مسلم (2435) .

[10] / صحيح البخاري (4815) ، وسنن أبي داود (1823) .

[11] / أحمد (25075) .

[12] / أحمد (16697) ، وأبو داود (2152) ، والنسائي (3522) ، وابن ماجة (2801).

[13] / زاد المعاد (1/152) .


[14] / البخاري والنسائي في الكبرى .

[15] / البخاري .

[16] / أحمد .

[17] / طعنت .

[18] / مسلم (1478) ، وأحمد (13991) .

[19] / مسلم (1213) .

[20] / صحيح البخاري (4824) .

[21] / ابن ماجة (1966) .

[22] / مسلم (2328) .

[23] / البخاري (5582) .

[24] / أبو داود (1834) .

[25] / أبو داود (1822) ، والترمذي (1059) ، والنسائي (3882) ، وابن ماجة (1961) .

[26] / أبو داود (1823) .

[27] / البخاري (2404) ، ومسلم (2770) .

[28] / البخاري (112) .

[29] / انظر فتح الباري (1/210) .

[30] / أبو داود (4232) .

[31] / مسلم (2726) .

[32] / مشط .

[33] / البخاري (5469)، ومسلم (2156) .

[34] / البخاري (2529).

[35] / الترمذي (1082) .

[36] / البخاري (2081) .

[37] / البخاري (2978) ، ومسلم (2447) .

[38] / ابن ماجه (1972) .

[39] / أبو داود (4284) .

[40] / البخاري (288) ، ومسلم (301) .

[41] / البخاري (4835) ، ومسلم (892) .

[size=

التعليقات
لا يوجد حالياً أي تعليق

تفضّل شارك بتعليقك


دعم شباب  :: المنتديات العامة :: القسم الاسلامي :: نصرة النبي عليه السلام-