رجحت مصر السبت ضلوع عناصر خارجية في انفجار وقع أمام كنيسة بمدينة الإسكندرية الساحلية في ساعة متأخرة من الليلة الماضية وأسقط 21 قتيلا و79 جريحا.
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط "ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ."
ورجح المصدر أيضا أن يكون انتحاري وراء الانفجار وأنه أحد القتلى.
وقال إن "فحوصات المعمل الجنائي أكدت... أن الموجة الانفجارية التي تسببت في تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أي منهما مصدرا للانفجار."
وكانت المصادر الأمنية قالت إن سيارة ملغومة انفجرت.
ولاحظ شهود عيان أن مكان الانفجار خلا من حفرة يتسبب فيها عادة انفجار قريب من سطح الأرض.
وقال شاهد لرويترز إن السيارة التي اشتبه بها كانت أقل تلفا من بضع سيارات احترقت بجوارها.
وأضاف أن انقلاب السيارة المشتبه بها ربما كان السبب في توقع أن سيارة ملغومة استخدمت في الهجوم.
ونقل التلفزيون المصري اتهام محافظ الإسكندرية عادل لبيب لتنظيم القاعدة بتدبير التفجير. لكن لبيب لم يدل بمزيد من التفصيلات.
وقال كميل صديق من المجلس القبطي في مدينة الإسكندرية لرويترز "الناس ذهبوا إلى الكنيسة ليصلوا لله لكن انتهى بهم الأمر كخراف شاردة. هذه المذبحة مكتوب عليها القاعدة في كل شيء.. نفس النمط استعمل في دول أخرى."
وفي وقت سابق ناشد الرئيس حسني مبارك المصريين أن يتصدوا - مسلمين ومسيحيين - للإرهاب.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مبارك "يهيب بأبناء مصر -أقباطا ومسلمين- أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه."
ونوه مراقبون عن تهديد جماعة على صلة بتنظيم القاعدة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قالت إنهن أسيرات مسلمات في أديرة في إشارة إلى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استردتهن بعد دخولهن في الإسلام.
وكانت مصر عززت إجراءات الأمن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية.
وقال شاهد لرويترز في اتصال هاتفي من الإسكندرية "هذا مشهد من بغداد."
وقال بيان لوزارة الداخلية "الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها."
ويقول رجال دين مسلمون ومسيحيون إن هناك وئاما طائفيا في البلاد. لكن نزاعات دامية تنشب أحيانا بسبب بناء وترميم الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات بين رجال ونساء ليسوا من نفس الطائفة.
ويقول محللون إن على الدولة أن تستجيب لمطالب مسيحية من أجل تخفيف توتر طائفي محسوس في الوقت الراهن مثل تسهيل بناء وترميم الكنائس في الوقت الذي يقوم فيه المسلمون ببناء وترميم المساجد بسهولة نسبية.
ويقول محللون إن الحكومة قلقة إزاء إمكانية حدوث قلاقل في البلاد في وقت تتجه فيه إلى انتخابات رئاسية أواخر العام الحالي.
وفي كانون الثاني من العام الماضي قتل ستة مسيحيين ورجل شرطة مسلم في هجوم بالرصاص خارج كنيسة في مدينة قنا بجنوب البلاد مما تسبب في اندلاع احتجاجات.
ويقول محللون إن الحكومة التي تتعرض لضغوط جماعات سياسية ومنظمات حقوقية بسبب مخالفات شابت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة تحتاج إلى تأكيد سلامة النسيج الطائفي بعد الهجوم الجديد.
وكان عدد كبير من المسيحيين يغادرون كنيسة القديسين مار مرقص والأنبا بطرس وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية. وتجمع مئات المسيحيين أمام الكنيسة بعد الانفجار ورشق بعضهم المسجد المواجه لها بالحجارة مما أدى لتهشم زجاج واجهته.
وفور وقوع الانفجار هرعت سيارات إسعاف وقوات أمن ضخمة العدد إلى المكان.
وذكر شاهد أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات إسلامية.
وأفاد شهود بأن المسيحيين الذين كانوا قد تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب".
وقال شاهد إن شبانا مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة أثناء اشتباكات بين القوات والمسيحيين بعد فترة قصيرة من وقوع الانفجار.
وتشهد مصر توترا طائفيا محدودا منذ مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر وإصابة رجال شرطة بينهم ضابطان كبيران في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة إن الكنيسة خالفت الترخيص.
وألقت السلطات القبض على 156 مسيحيا وقتها أفرجت عن أغلبهم إلى الآن. وكانت النيابة العامة وجهت إليهم تهما شملت الاعتداء على رجال الشرطة ومحاولة قتل بعضهم.
وشهدت مدينة الإسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى.