شهدت مصر الخميس تظاهرات جديدة ضد نظام الرئيس حسني مبارك بعد يومين من تجمعات وصدامات مع الشرطة اوقعت ستة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص فيما بدأ الحزب الوطني الحاكم اجتماعا طارئا "لتقييم الوضع".
وصرح مصدر في الحزب طالبا عدم ذكر اسمه ان "قيادة الحزب عقدت اجتماعا طارئا لتقييم الوضع في حضور الامين العام المساعد جمال مبارك" نجل الرئيس المصري حسني مبارك.
ودعت "حركة 6 ابريل" الشبابية المعارضة، مستلهمة الثورة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، الى تظاهرات جديدة الخميس وكذلك غدا بعد صلاة الجمعة.
من جهة اخرى، شهدت البورصة المصرية هبوطا حادا الخميس اضطرها الى وقف التعاملات لفترة مؤقتة بعد انخفاض مؤشرها الرئيسي اي جي اكس 30 بنسبة 6,2% غداة انخفاض بنسبة 6% ، بحسب بيان للبورصة.
وقد دعا المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الحكومة المصرية الى الاستماع لمطالب الشعب.
وقالت حركة 6 ابريل في صفحتها على الفيسبوك "تحركات الشارع ستستمر".
كما دعت الى تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة.وقال احد المتظاهرين الخميس "لقد بدأنا ولن نتوقف".وقتل اربعة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد.
وكانت قوات الامن متواجدة بكثافة الخميس في قلب القاهرة بعد ان طاردت الاربعاء المتظاهرين في شوارع بعض الاحياء مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات واحيانا الحجارة. كما قام المحتجون برشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة.
ووقعت اشتباكات مساء الاربعاء بين عشرات المتظاهرين وقوات الامن امام وزارة الخارجية المصرية بوسط العاصمة حيث تمكن المتظاهرون من فتح احدي البوابات الجانبية للمبنى ثم اقتحموا غرفة الامن.
وقامت الشرطة بابعادهم على الفور وتفريقهم مستخدمة القنابل المسيلة للدموع.
ووقعت اشتباكات بعد ظهر الخميس بين مئات المتظاهرين وقوات الامن في مدينتي الاسماعيلية والسويس على قناة السويس، بحسب ما افاد شهود عيان .
وقال الشهود في الاسماعيلية ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.
واضافوا انه تم اعتقال قرابة عشرة اشخاص قبل بدء التظاهرة.
اما في السويس، فاطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا امام قسم الشرطة في حي الاربعين للمطالبة بالافراج عن المعتقلين الذين القي القبض عليهم الثلاثاء والاربعاء ويبلغ عددهم وفق مصدر امني قرابة 75 شخصا.
وقد شهدت السويس الاربعاء اشتباكات بين قرابة الفي متظاهر وقوات الامن امام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الامن تسليم جثمان متظاهر توفي صباح الاربعاء واصرارهم على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي.
وقام المتظاهرون بالقاء زجاجات حارقة على مبنى تابع للبلدية اشتعلت النيران في جزء منه كما افاد شهود. كما هاجموا مقرا للحزب الوطني ومركزا للشرطة.
وفي الاسكندرية ثاني مدن البلاد، اعتقل عشرات اثناء محاولتهم الوصول الى ساحة على كورنيش البحر للتظاهر وفقا لشهود.
وقال مسؤول امني انه تم اعتقال الف شخص على الاقل.
ودعت مجموعات معارضة عبر الرسائل القصيرة والفيسبوك الى تظاهرات جديدة للمطالبة ب"الحق في الحياة والحرية والكرامة".
كما اعلنت حالة الطوارىء في مطار القاهرة استعدادا لوصول المعارض المصري محمد البرادعي، الذي يطالب برحيل نظام الرئيس المصري حسني مبارك منذ قرابة العام، الى مصر الخميس آتيا من فيينا للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية المقررة الجمعة، كما أكد شقيقه.
وقد اعلن للصحافيين في مطار فيينا لدى استعداده للتوجه جوا الى مصر "اذا اراد الشعب وخاصة الشباب، مني أن اقود الانتقال، فلن اخذلهم"، مؤكدا ان "اولويتي الان هي رؤية مصر جديدة من خلال انتقال سلمي".
ويعد البرادعي أحد اشد منتقدي حكم الرئيس مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود ويطالب المتظاهرون بتنحيه.
وفي رسالة قصيرة بثها على تويتر، قال البرادعي "سنواصل ممارسة حقنا في التظاهر السلمي لاستعادة حريتنا وكرامتنا وسينقلب عنف النظام ضده".
وردا على سؤال لمجلة در شبيغل الالمانية عن انتقال عدوى "ثورة الياسمين" التونسية الى مصر، قال البرادعي "اذا كان التونسيون قاموا بالثورة، فان بامكان المصريين ان يفعلوها".
ولا يمتلك البرادعي حزبا معترفا به، لكنه شكل حركة هي "الجمعية الوطنية للتغيير" التي تنادي باصلاحات ديموقراطية واجتماعية.
ويضع الدستور المصري الذي عدله الرئيس حسني مبارك عام 2007 قيودا شديدة على ترشيح المستقلين تصفها المعارضة بانها "شروط تعجيزية".
ودعا البرادعي الصيف الماضي الى مقاطعة الانتخابات التشريعية وكذلك الى العصيان المدني لاسقاط النظام.وتعد التظاهرات التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء الاكبر منذ تولي الرئيس مبارك (82 عاما) الحكم عام 1981.
ويعيش اكثر من 40% من 80 مليون مصري باقل من دولارين في اليوم.الى ذلك دعا عقيد سابق في الشرطة المصرية يدعى عمر عفيفي الرئيس حسني مبارك الى الرحيل من مصر فورا ، والتوقف عن مواجهة الشباب المصريين عراة الصدور بالرصاص .
وحذر العقيد عفيفي الرئيس مبارك من يوم الغضب يوم الجمعة ، ناصحه بالمغادرة قبل ان لا تقع امور لا تحمد عقباها .
يذكر أن مجموعة العقيد عفيفي التي ينشط بها نحو ثلاثة آلاف، تستخدم موقع يوتيوب لبث رسائل للمتظاهرين في 25. وحذر عفيفي من التعرض للمحتجين، مبشرا بفجر جديد بزوال من أسماهم "كل الطغاة والمستبدين" وأولهم "العادلي وزبانيته".
تجدر الإشارة هنا إلى أن العفيفي مؤلف كتاب "عشان ما تنضربش على قفاك" هو ضابط شرطة مصري سابق ومحام ومدرب لحقوق الإنسان وباحث بجامعة جورج تاون. وقد دعا زملاءه في الأمن إلى عدم إيذاء المتظاهرين.
كما استحثت الناشطة أسماء محفوظ صاحبة فكرة إضراب 6 أكتوبر -في رسالة فيديو عبر يوتيوب- الشباب على النزول للشارع من أجل الكرامة، حيث زار رسالتها أيضا نحو 17 ألف شخص.وفي فيسبوك انضم الفنان عمر، وأكد الدعوة للتظاهر في رسالة صورت في مظاهرات ونشرت على الموقع.
وكالات