حذاء عراقي يدخل التاريخ الأمريكي
هدية وداع لبوش
انتصار إبراهيم الآلوسي
الفرحة التي تصرخ في روحي بلا حدود أنستني كيف امسك القلم واسطر التهنئة لبوش والمالكي بينما يوقع الأخير اتفاقية الخزي المرير الذي سيحمله معه ما دام هناك نسل من دمائه المنبوذة على مدى العصور . يوقع مبهورا باتفاقية العار والعبودية التي تبرءا منها العراق وشعبه وليعيد العلقمي إلى الأذهان . ماذا كان مصير العلقمي بالتاريخ سوى لعنة ونقطة سوداء شوهت صفحة التاريخ العراقي المشرف المليء بالأبطال .
لكن حقيقة الأمر أن العلقمي لم يتشرف بالتوقيع لان هولاكو يعرف جيدا أبطال العراق وأشرافه وغيرتهم التي تجري بهدير لن يتوقف فحافظ بذلك على ماء وجهه ولم يودع شعب العراق وأبنائه الأوفياء الذين يباغتون الأعداء بكل جديد وغير متوقع كما فعل هذا الضمير الحي الذي بصق حذائه فوق وجه هولاكو قرن الواحد والعشرين وعلقميه ليعرف أن ارض الرافدين ما هي إلا ارض للنجباء لن تنطلي عليهم لعبة الديمقراطية والتحرير الأحتلالي كما يفنده الخونة والمرتزقة وليعلم أن كل سنتمتر من ارض العراق ما هو إلا مقبرة له ولأتباعه العلقميين , وأن السلاح ليس البندقية والصاروخ والمدفعية التي جردوهم منها قبل دخول قاعة العار بل بصاق من حذاء احتقره به منتظر الزيدي ليقول له مهما حاولتم أن تمرروا ألعابكم فهناك العراق لكم بالمرصاد وسيكون لكم مقبرة يا غزاة . فها هو العيد العراقي من جديد جاء بين الأضحى ورأس السنة .
بماذا ستفند فعلة هذا البطل يابوش ؟
حربك الصليبية التي أعلنت عنها في بداية الغزو صارت بأحذية المسلمين العرب العراقيين على وجهك فكيف ستكون نهايتها ؟
وهل شكرت كوندليزارايس الحظ لأنها لم تنال مثل هذا الشرف ؟
وها هو الشعب العراقي الذي يعلن أن حرب الصليبية التي أعلن عنها بوش في بداية عدوانه ستجابه بالأحذية وهذا أفضل سلاح للسفاحين وأعوانهم الذين نصروهم ؟
مَن المنتصر يابوش وحكومتك العميلة لن تستطيع ردع حتى الأحذية التي ألقيت في وجهك ؟
وبماذا ستعتذر لسيدك ياعلقمي وأي رأس ستقدم له لترضيه رأس الناقم والغيور لبلده أم رأس بطل مغوار الذي لم يجد بيده حيلة ليرد على دناءتك سوى حذائه ؟
أو ربما ستمرر له اتفاقية أخرى تبيع بها ما لم يباع بعد؟
أي ذل وهوان لكم وانتم ترتجفون من أبناء العراق الذين يذيقونكم مرارة الموت مئات المرات وانتم داخل جحوركم لتدركوا أن الأسوار والجدران لن تضع العوائق أمام إرادة العراقيين .
بماذا حدث بوش نفسه وهو يقف مخذولا مبهوتا مبهورا بعراقي وجد أن حذائه خير مفخخة يقدمها هدية له في يوم وداعه ؟
أي وداع مخزي يابوش وأنت لم تنجوا حتى من ما تحت الأقدام . هل ارتضيت بهذه الهدية أم كنت تتوقع أن يبصق الشعب العراقي بأكمله بوجهك .
أي بسمة صفراء مليئة بالهوان ارتسمت على وجهك وأنت تبرر لهذه القذيفة القاتلة التي هزت كيانك وأثلجت صدورنا وأتعست جيشك الغازي بل وأرعبته !!
يا فرحة العيد هلهلي ليرى العالم أي رجال في العراق وأي أشاوس هولاء أولاد الرافدين وهم يقدمون أرواحهم هبة من الخالق للتحرير والنصر . مبروك للعراق أولاده الأسود وهم يخطون التحرير بكل ما يملكون .
انه هدف النصر الذي جعل كل عراقي وعربي وحر يقفز من مكانه ليصرخ هدف عراقي شرس. هدف عراقي غيور . هدف عراقي سريع ومباغت, هكذا هم العراقيون دائما يستحوذ عليهم الكبرياء فيبدلون الحياة بالخلود الأبدي . وها هو منتظر يباغت بوش المسعور ووطواطه بهذه الضربة .
بماذا فكر منتظر في لحظتها بالدمار الذي لحق بالشعب العراقي ودمر بنيته التحتية أو بالأطفال الأيتام والمشردين والمتسولين . أو ربما بعدد الأرامل اللواتي حملن العبء والمسؤولية وحدهن وبالعوائل التي شردت وهجرت من منازلها أو بعدد الجثث المجهولة الهوية التي تقوم برميها قوات الحرس الوثني ومغاوير الشرطة المرتزقة بغطاء من قوات الاحتلال . أو فكر بسرقات الاحتلال للمتاحف والآثار العراقية والنفط والثروات الأخرى وحقيقة الأمر انه فكر بكل وجع ألم بالعراق وجرحه وبالكم الهائل من ضحايا الاحتلال الذي زاد عددهم عن المليونين ضحية وبالأرامل الخمسة مليون أرملة وعدد كبير من العوانس اللواتي اغتال الاحتلال أحبائهن وتركهن من دون حبيب وبالقنابل التي أطلقها الاحتلال على جيشنا في معركة المطار وانتهاكات حقوق الإنسان وفي سجن أبي غريب وبوكا والأطفال مادون السادسة عشر عام الذين تعرضوا للتحرش والانتهاكات ومجزرة مدينة المآذن الفلوجة وبمذابح حديثة وكل الجرائم التي قام بها الاحتلال وأذنابه في ابتدآ من الفلوجة والنجف والموصل وتلعفر ومدينة صدام ( الثورة ) والبصرة وديالى و و و أو ربما واحدة من كل هذه القصص مرقت بعقله فانتصر لها ليقرب بذلك يوم النصر والتحرير.
لا شلت يمينك يا مغوار وأنت تقذف هذا الكافر الصليبي وخادمه بالحذاء الذي دخل تاريخ أميركا من أوسع أبوابها وكتاب ( غينس للأرقام القياسية ) لأنه أول حذاء لمسلم وعربي وبالأخص عراقي يصفع وجه رئيس أميركي . عشت بطلا من أبطال العراق يا منتظر .
عاشت الماجدة العراقية التي أنجبت منتظر الزيدي.
عاشت الماجدة التي أنجبت مثل هولاء الأسود .
عاشت العراقية أم الأبطال والنجباء .
وعاش اسود الرافدين الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية ليذيقوا من يتجرأ على هذه الامة المجيدة .
النصر للأمة الإسلامية والعربية .
والموت للعلاقمة ( أحفاد العلقمي ) الخونة أعداء العراق والأمة العربية والإسلامية .