قد يكون من المستحيل تصديق أن هناك مدينة منحوتة و مبنية من الجليد،
لكن في الحقيقة هذه المدينة موجودة فعلاً. إنها في منتزه ” زهاولن” بمدينة
“هاربين ” في مقاطعة “هيلونجيانغ” والتي تقع شمال شرق الصين والمعروفة
بفصل شتاء طويل وجد بارد.
تعرف هذه المنطقة بأكبر مهرجان للنحت على الجليد في العالم و الذي عرض
سنة 1963 ليبدأ سنة 1985، إلا أنه لم يعرف ازدهارا إلا في الآونة الأخيرة.
إذ تستقبل هذه المدينة الجليدية مايعادل 1000000 زائر سنويا منهم %90 من
الزوار الصينيين و% 10 من كندا والولايات المتحدة وروسيا واليابان وغيرها
من البلدان.
تغطي المدينة الجليدية 603000 متر مكعب أي ما يعادل 55 ملاعبا لكرة
القدم، كما تحتوي على 2000 من المنحوتات والبنايات المتعددة الأشكال.
يبدأ العمال في شهر دجنبر بإنشاء المدينة لأكثر من شهر تقريبا، وذلك لكي
تفتح في الخامس من يناير، مع العلم أن درجة الحرارة تكون حينها قد بلغت C°
42 تحت الصفر، مما يساهم في صمود البنايات وتماسكها.
فأعمال الإنشاء تدار من قبل عمال فنيين يصل عددهم إلى 120 نحات مكلفين
بالنحت والانتباه للتفاصيل الدقيقة، مع استخدام كتل جليدية من نهر
“سونغهوا” إذ يتم نقل 18000 متر مكعب ، وعمال فنيين آخرين مكلفين بالإضاءة
والأنظمة الكهربائية لتركيب 1500 أنبوب ضوء مصمم خصيصا لتكون ضمن المنحوتات
المجمدة.
تقف هذه المدينة شاهدة على عبقرية المبدعين الذين تمكنوا من
استثمارالطبيعة التي حبانا الله بها با ستغلال مزايا العلم والتكنولوجيا’
حيث اطلقو العنان لمواهبهم ليشيدوا أعمالا من الجليد كأنها تحف كريستالية
تجسد لمسة من الإبداع و العبقرية. انها بنايات ذات أشكال هندسية مختلفة
كالقصور وناطحات السحاب،و يعتبر بناء قلعة ديزني بأكملها هذه السنة تحد
جديد. وما يزيد جمال هذه البنايات تلك الألوان التي تنبثق من اشكالها
المختلفة مما يضفي عليها جمالاً يأسر العقول ويبعث الدفئ في المكان.
يتميز هذا المهرجان بتنوع أنشطته كالتزلج ومسابقة السباحة في النهر
المجمد مع معرض للفوانيس الجليدية و مسابقات في النحت ورياضات شتوية وغيرها
بالنسبة لثمن التذاكر، حدد للبالغين ما قدره 150CNY ما يعادل $22.97
وللأطفال الذين يتراوح طولهم من m 1.2 إلى 75CNY 1.4m أي $11.48 وبالمجان
بالنسبة للأطفال أقل من طول m 1.2 .
الطريف أن هذه المدينة الرائعة الجمال تختفي تماما بعد إنتهاء فصل
الشتاء ، ليعود المبدعون من جديد في السنة المقبلة لإنشاء مدينة أخرى أكثر
إبهارا بأفكار جديدة مبدعة ومبهرة.
ويكفي أن نرى تتمة الصور لتصديق وجود هذا الإبداع بالمدينة الثلجية:
فلا مستحيل و لا شيء قد تخبو تحت وطأته حرارة الإبداع