حين
تحدث جريمة قتل، فأول المشتبهين بهم هم البالغون، أما الأطفال فإنهم
ينظرون إلينا ببراءة، وننظر لهم بعطف، مشفقين عليهم من تجربة السماع عن هذا
الخبر السيئ وهم في هذا السن، فما نعرفه أن الطفل لم يكوّن بعد عداوة
تستحق القتل، وحتى لو كوّن، فهو لم يتعلم القتل، كما أن كل البالغين لا
ينهون خلافاتهم بارتكاب جريمة، لهذا فحين يكون الطفل هو القاتل، فهو خبر
أقوى من معرفة شخصية القتيل. لذا دعونا نتعرف على هؤلاء القتلة الصغار. 1
ماري بيل لم تتخيل الشرطة أن من قام بجريمة قتل الطفل
ذو الثلاث سنوات مجرد طفلة أخرى، كان برايان هوي قد عثر عليه مغطى بأوراق
الشجر، بعد أيام من مقتل طفل آخر نتيجة الاختناق، وقد وجدت الشرطة الجثة
مشوهة وتم حفر حرف "M" على بطنه، وقد اتجهت الشكوك نحوها بعدما وصفت بدقة
مقص مكسور كان يعد دليلاً سرياً لم يكشف عنه لأحد.
ارتكبت ماري جريمتها وهي في سن الحادية عشرة، وتم إيداعها الإصلاحية نظراً
لعدم إمكانية وضعها في السجن لصغر سنها وعدم إمكانية وضعها في مستشفى
لخطورتها، وقد أرجع البعض سبب ارتكابها للجريمة إلى كونها تعرضت للإساءة
الجسدية في صغرها على يد والدتها التي كانت سيئة السمعة فضلاً عن كون
والدها مجرماً.
2
جون فينابليس وروبرت تومسون لم تدرك والدة جيمس بالغر (عامين) أنها عندما
تركت ابنها لدقيقة أمام محل الجزار ستكون فيها نهايته على يد طفلين آخرين،
فأثناء تجول جون وروبرت في السوق التجاري، خطرت لهم فكرة إلقاء طفل أمام
سيارة لتصدمه، وقد وجدوا في جيمس هدفهما ليقررا أخذه، وطوال الطريق قاما
بركله ولكمه فضلاً عن رفعه لأعلى ورميه على رأسه، وبعدما وصلا لقضبان السكك
الحديدية قاموا بطلاء عينه اليسرى بالدهان وألقوا الأحجار عليه فضلاً عن
ضربه بقضيب معدني ثم تركوه على القضبان الحديدية ليصدمه القطار.
3
جيس بومروي ولد جيس بومروي في 29 نوفمبر 1959 بولاية
ماساتشوستس الأميركية، ويشار إليه كأصغر مدان بجريمة قتل من الدرجة الأولى
في تاريخ الولاية، بدأ جيمس تصرفاته الإجرامية في سن الحادية عشر حيث اختطف
وحبس 7 أطفال في مكان خفي ليقوم بتعذيبهم باستخدام السكين والمسامير، وقد
تم إلقاء القبض عليه وإرساله لإصلاحية خرج منها بعد سنة ونصف لحسن سلوكه،
لكن سلوكه تحول إلى الأسوأ حيث قام بخطف وقتل فتاة تبلغ 10 سنوات وقد تم
اتهامه في جرائم قتل أطفال آخرين ليتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليموت
عن عمر يناهز 72 عاماً.
4
غراهام يونغ افتتن المراهق غراهام يونغ بالشخصيات الدموية
مثل أدولف هتلر وغيره من سفاحين وقتلة، إضافة لاهتمامه بالكيمياء خاصة ما
له تأثير سام منها، وقد بدأ تجربة السموم على الآخرين في سن الرابعة عشر،
وقد برر طلبه المال لحاجته لشراء المواد اللازمة للتجارب المدرسية، بدأ
غراهام تجربة سمومه على عائلته وأصدقائه حيث بدأ بوالده، الذي ظن الجميع
أنه مريض بفيروس ما، ثم انتقل لأمه وأخته اللتين توفيتا في 1962.
امتلك غراهام خبرة كبيرة في مجال السموم من خلال التعلم الذاتي، وكان
أحياناً يعاني من أفعاله نتيجة نسيانه الطعام الذي وضع فيه السم، وقد أبلغ
عنه أستاذه بالمدرسة بعدما عثر على مساحيق سمومه وأوراق كيفية تركيب السموم
في مكتبه لتقوم الشرطة بوضعه في مستشفى مشددة الحراسة، لكن هذا لم يوقفه
عن تسميم زميله في الحجرة بسم السيانيد الذي حضره من أوراق نبات الغار،
وبعد إطلاق سراحه في سن الثالثة والعشرين، استمر في تسميم الآخرين، وغالباً
ما كانوا زملاءه في العمل، قبل أن يلقى القبض عليه مرة أخرى ليتوفى في
السجن هذه المرة.
5
كريغ برايس عثرت الشرطة في 4 سبتمبر 1989 على جثة جوان
هيتون وابنتيها جينيفر (10 سنوات) وميليسا (8 سنوات) ملطخة بالدماء في
منزلهن نتيجة طعنات قوية بسكين، لدرجة أن نصلها انكسر في رقبة إحدى
الضحايا، فيما تلقت الأم 60 طعنة، وقد أشار تحليل الشرطة لموقع الجريمة أن
المشتبه به أخذ السكين من مطبخ الضحية، كما رجحت إمكانية حدوث مقاومة من
جانب الضحايا نتيجة عدد الطعنات ما جعلهم يبحثون بين الجيران عن شخص يعاني
من إصابة باليد ناتجة عن استعماله السكين .
اتجهت الشكوك نحو كريغ برايس بعدما تم ملاحظة ربطه ليده بضمادة، وبعد
مواجهته حاول الإنكار ثم اعترف بالجريمة بعدما تم تفتيش غرفته وعثر على
سكين وقفازات الجريمة والعديد من الملابس الملوثة بالدماء، كما أدين بجريمة
أخرى ارتكبها قبل سنتين بنفس المنطقة، وكان وقت الحكم عليه في السادسة
عشرة من عمره ولا يزال حتى الآن يمضي فترة العقوبة.