من حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه إعانتهن على القيام بطاعة الله تعالى ، وأدائهن للفرائض ، والإذن لهن بفعل السنن والمستحبات .
ومن الأمثلة على ذلك :إذنه صلى الله عليه وسلم لحفصة بأن تبيت بمنى كي ترمي قبل زحمة الناس تخفيفا عليها لثقل جسمها رضيَ الله عنها صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم عن عائشة رضيَ الله عنها قالت : وددت إني كنت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة ، فأصلي الصبح بمنى ، فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس ، فقيل لعائشة : فكانت سودة استأذنته ؟ قالت : نعم ، إنها كانت امرأة ثقيلة ثبطة ، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها )) [1].
أما إذا تعارض القيام بتلك الطاعة مع القيام بأخرى آكد منها ، أو تفوت بسببها مصلحة أكبر لم يأذن لهن ، صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم عن عائشة رضيَ الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، فاستأذنته عائشة ، فأذن لها ، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت ، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها ، قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه ، فبصر بالأبنية ، فقال : صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم ما هذا ؟ )) قالوا : بناء عائشة وحفصة وزينب ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلى الله عليه و سلم صلى الله عليه و سلم آلبر أردن بهذا ؟ ، ما أنا بمعتكف )) فرجع فلما أفطر اعتكف عشرا من شوال )) [2].
وفي الحديث نهي لأزواجه من الاعتكاف معه في المسجد خوفا من أن يتخذنه ميدانا للمنافسة بينهن ، وكي لا يشغلنه عن الانقطاع للعبادة .