بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
كيف أحوالكم إخواني و أخواتي ، أرجو من الله أن يكون الجميع بخير ، اليوم أنا حبيت أشارككم بمعلومات إطلعت عليها و أعجبتني و إستفدت منها
و أردت أن يستفيد منها الجميع في هذا المنتدى الغالي
موضوعي اليوم يتعلق بالخلافات الزوجية و كيفية حلها و ذلك اقتداءا برسولنا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام
فلنبدأ معا على بركة الله
.
.
حدث خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها ...فكيف كان الخلاف ؟ ،وكيف كان التعامل؟
{ ورد من حديث النعمان بن بشير قال جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة
وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلمفأذن له فدخل فقال يا ابنة أم رومان (وتناولها)
أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ، قال فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها قال فلما خرج
أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك ... قال ثم جاء
أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركاني في
سلمكما كما أشركتماني في حربكما} [ مسند أحمد].
برغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعةالتي يتمتع بها الرسول الكريم ، فهو سيد البشر وهو أول شفيع وأول
مشفع .. فإن الرقةالتي كان يتعامل بها مع زوجاته تفوق الوصف.
ولأن الرسول بشر كما قال : { إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إلى}وكذلك زوجاته فإن بيت النبوة كانت تعترضه بعض
الخلافات والمناوشات بين الحين والحين.. إلا أن ثمة فارقاًمهماً ينبغي أن نلتفت إليه وهو أن الله عز وجل قد
جعل رسولنا الكريم هو القدوةوالأسوة الحسنة، وهو نعم القدوة ونعم الأسوة، فقد قال عنه ربنا في كتاب يتلى
إلى يوم الدين: { وإنك لعلى خلق عظيم}.
ولذلك إذااستعرضنا المواقف الخلافية بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كلمسلم
ومسلمة أن تهتدي به حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة.. دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة
(صفية بنت حيي) رضي الله عنها فوجدها تبكي، فقال لها مايبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى..
وهكذا نرى كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطةوأسلوب طيب.
وفي صحيح مسلم تروي لنا السيدة عائشة طرفاً من أخلاق رسول الله فتقول: ما ضرب رسول الله شيئاً قط
بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله.."
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج، فقدهجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه
في طلب النفقة.. حتى عندما أراد الرسول الكريم أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، فتحكي (بنت
الشاطئ) في كتابها (نساءالنبي) ذلك الموقف الخالد قائلة عن سودة بنت زمعة رضي الله عنها أرملة مسنة
غيرذات جمال، ثقيلة الجسم، كانت تحس أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة وليس الحب، وبداللرسول آخر
الأمر أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يعفيها من وضع أحس أنه يؤذيها ويجرح قلبها، وانتظر ليلتها وترفق في
إخبارها بعزمه على طلاقها.
وفي رواية أخرى أنه قد بعث إليها صلى الله عليه وسلم فأذهلها النبأ ومدت يدها مستنجدة فأمسكها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني يوم القيامة زوجة
لك وقالت له: ابقني يا رسول الله، وأهب ليلتي لعائشة (الإصابة 8/117)؛ فيتأثر صلى الله عليه وسلم لموقف
سودة العظيم؛ فيرق لها ويمسكها ويبقيها ويعطينا درساً آخرَ في المروءة صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الإفك - ذلك الحديث الذي هز بيت النبوة، بل هز المجتمع المسلم بكامله كان موقف النبي صلى
الله عليه وسلم نبراساً لكل مسلم، وخاصة في تلك الآونة التي يكثر فيها اتهام الأزواج لزوجاتهم أو الزوجات
لأزواجهن بسبب ومن غير سبب.. فتروى السيد عائشة في الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً،
والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولاأشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول
الله صلى الله عليه وسلما للطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيقول "كيف تيكم؟"
وعندما يخطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: يا معشرالمسلمين، من يعذرني من رجل قد
بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلاخيراً.. وحين يتحدث إلى عائشة يقول لها برقته المعهودة
(صلى الله عليه وسلم): أمابعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت
ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه"، "حديث الإفك مروي في الصحيحين" حتى أنزل الله من فوق سبع
سموات براءة فرح بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة والمسلمون جميعاً.
إن شاء الله ينال موضوعي إعجابكم و تستفيدوا منه ، الله يوفقنا في الاقتداء بخير الخلق
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد و على أله و صحبه أجمعين