يتربص فصل الشتاء باللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، ويثير ضعف الاستعدادات لاسيما نقص الكرفانات وغياب وسائل التدفئة التي تلائم الخيام مخاوف اللاجئين، رغم محاولات الرسميين طمأنت اللاجئين.
الخوف الذي يسكن اللاجئين له ما يبرره فالمخيم الواقع في بيئة صحراوية تعرف ببرودتها الشديدة ورياحها العاتية خلال الشتاء، فشل في اول اختبار عندما تطايرت الخيام مع اول هبات الرياح التي بدأت في ايلول الماضي، لتتكون في مخيلتهم صورة اكثر قسوة للأشهر القادمة.
اللاجئ الاربعيني ابو محمد ينتظر فصل الشتاء كمن ينتظر المجهول، يقول ” لا نعرف كيف سيكون الجو، ممطراً ام مثلجاً”، لكنه يؤكد انه سيكون قاسياً.
يوضح، ما عانيناه في المخيم خلال الاشهر الماضية من رياح قوية اثارت الغبار وتسببت في تطاير الخيام، اضافة للبرد القارص خلال الليل، اشياء تجلعنا نتأكد ان القادم اسوء.
ابو محمد يطالب باستبدال جميع الخيام بكرفانات تقيهم مطر وتبعد عنهم شبح تطاير الخيام، او احتراقها نتيجة وسائل التدفئة.
خوف اللاجئين لا يقتصر على تطاير الخيام، بل يمتد الى الامراض المصاحبة لفصل الشتاء، اللاجئة في مخيم الزعتري ام ماجد، تقول ” حتى قبل دخول الشتاء قمت بزيارة الطبيب مرتين للعلاج اطفالي من الحساسية والرشح”، الثلاثينية التي تقيم في خيمة برفقة ثلاثة من اطفالها ***ر عن غضبها من واقع الحياة، تقول “كيف سيحتمل الاطفال الامراض الناتجة عن البرد، سيصابون بالرشح والأنفلونزا على طول الفصل”.
ناشطون في اغاثة السوريين يؤيدون الخطر المحدق باللاجئين خلال فصل المطر، مؤكدين عدم مطابقة الخيام للمواصفات العالمية للتعامل مع الاحوال الجوية السيئة، اضافة الى صعوبة تدفئتها باستخدام الوسائل التقليدية التي تزيد من خطر احتراقها.
امام تلك المخاوف، يطمئن الناطق الاعلامي منسق شؤون اللاجئين السوريين انمار الحمود على جاهزية المخيم لاستقبال فصل الشتاء، يقول ” المخيم جاهز ومكتمل لاستقبال الشتاء بنسبة 99 بالمئة”
وبحسبه فقد تم انشاء طرق جديدة و***يد الطرق التي انشأت سابق لتسهيل تقديم الاغاثة خلال الشتاء والتعامل مع الحوادث والحرائق التي قد تحدث.
ويضيف الحمود ” الخيام بحسب تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ملائمة للمطر”، ويكشف عن تزويد المخيم بـ 800 كرفان جديد لصبح العدد الاجمالي للكرفانات في المخيم 1200 كرفان.
الحمود وفي تصريحات سابقة اشار الى حاجة المخيم لـ 16 الف كرفان حتى يتم الاستغناء عن جميع الخيام الموجودة في المخيم.
من جانبه عبر امين عام الهيئة الخيرية الهاشمية ايمن المفلح عن ارتياحه للاستعدادات التي بذلت في مخيم الزعتري للتعامل مع فصل الشتاء ، وقال” جميع الجهات العاملة في المخيم سواء حكومية او المنظمات الدولية تعمل على مدار الساعة لتحسين وضع المخيم وتحسين بيئته”.
وارجع المفلح التقصير الذي يحدث احيانا الى التدفق الضخة للاجئين والذي يفوق الاستعدادات والتوقعات، مناشداً الجهات المانحة والمجتمع الدولي لتقديم المزيد من التبرعات وعلى رأسها الكرفانات لتحسين واقع اللاجئين السوريين وخاصة فصل الشتاء.
يذكر ان اللاجئين نفذوا العديد من الاحتجاجات على تطاير الخيام نتيجة للرياح، واحتراق الخيم، الاحتجاجات التي تطورت في بعض الاحيان الى اعمال شغب، تدخلت قوات الامن للسيطرة عليها.